بسم الله الرحمن الرحيم
وحسبي
الله ونعم الوكيل
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
وحسبي
الله ونعم الوكيل
الحمدلله والصلاة والسلام
على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أختى الكريمة: أين تذهبى؟.. انتبهي واعلمي أن هناك شهوداً يشهدون على
أفعالك، ويراقبون جميع تحركاتك فاحذري.
فأما الشاهد الأول:
فهو هذه الأرض التي نمشي عليها، ونأكل عليها، ننام عليها ومنا من يعصي الله
عليها، هذه الأرض لها يوم ستتحدث فيه وتتكلم فيه بما عملنا عليها سوف
يأتي اليوم الذي تكشف أسرارنا، ولعلك تقولى: ما هو الدليل على أن الأرض
ستشهد يوم القيامة؟ فأقول: يقول الله تعالى: (( يومئذٍ
تحدث أخبارها ))
وهذه الآية فسَّرها النبي عليه الصلاة والسلام بقوله: { أتدرون ما أخبارها؟
} قالوا: الله ورسوله أعلم، فقال: { فإن أخبارها أن تشهد على كل عبد أو
أمة بما عمل على ظهرها، تقول: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها }
[رواه الترمذي:3353]، وقال: حديث حسن.
وأما الشاهد الثاني:
فهم الملائكة الذين يكتبون علينا أعمالنا، ويسجلون علينا سيئاتنا وحسناتنا،
قال تعالى : (( وإن عليكم لحافظين * كراماً كاتبين *
يعلمون ماتفعلون ))
وأما الشاهد الثالث:
فهي الجوارح التي هي من نعم الله علينا: اليدان، والقدمان، واللسان،
والعينان، والأذنان، بل وسائر الجلود.. ستأتي يوم القيامة لتشهد علينا ..
إنه مشهد لا مثيل له يقف العبد أمام ربه ويبدأ الحساب، ثم تبدأ الجوارح
لتكشف الأسرار ولتخبر بالفضائح والجرائم التي فعلناها في أيامنا السابقة ((
اليوم نختم على أفواههم )) وبعد ذلك ماذا يجري (( وتكلمنا
أيديهم )) وهل يقف الحد عند ذلك؟ لا، بل (( وتشهد
أرجلهم بما كانوا يكسبون ))
فيا حسرتاه..
وأخيراً يا ترى هل بقي أحد يشهد علينا؟
نعم إنه الواحد الأحد رب الشهود، إنه الواحد المعبود (( أولم يكف
بربك أنه على كل شيء شهيد )) الذي يراك أينما كنت ويعلم بحالك (( إن الله
لايخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء )) فسبحان العليم بعباده (( وهو معكم
أينما كنتم )) فسبحان الذي لا تخفى عليه خافية (( والله
يعلم مافي قلوبكم )) فسبحان من يعلم ما في الصدور. والله إن من أكبر أسباب ضعفنا
وتقصيرنا هو ( الغفلة عن مراقبة الله تعالى ). وإلا فلو أن العبد الذي
يخلو بذنوبه، ويبتعد عن الناس لكي لا يروه، لو يعلم ذلك بعلم الله به
ورؤيته له لما فعل تلك الفعلة السيئة. ولكنه غفل عن الله، فتمادى في
الشهوات (( ألم يعلم بأن الله يرى ))
وأخيراً: متى نحذر من شهادة الشهود؟
إن الأمر خطير، ويوم العرض عسير، وهناك تبدو الأسرار،
وتنكشف الفضائح.
"اللهم إسترنا فوق الأرض و تحت الأرض و يوم العرض عليك"
وصلى الله وسلم على نبينا محمد و على آله وصحبه و سلم
منقول من موقع الإمام الآجرى